الدكتوره جيهان النمرسى .. المستشار النفسى للمجموعة بقناه دريم 2 جزء من لقاء مصروف الطفل


24‏/06‏/2008

«جـحـش»؟!




المواطن العربي -ستاندر- يعتبر كائن عاقل مثله مثل بقية شعوب العالم...
عندما يولد فهو يبكي مثل بقية مواليد البشر.
ويتناول الحليب مثل بقية الأطفال...وان كنا نرضعه «حليب السباع» خلافا للشعوب
الجبانة...حتى ينمو شجاعاً..مقداماًً..هزبراً..صميدعاً..وغضنفرا....القاموس طويل.
يضحك بوجه أمه..وأبيه..وأخوته...بمناسبة ودون مناسبة مثل بقية الأطفال أيضاً.
ينمو ويأكل ويركض ويلعب..وعندما تظهر له أسنان يعاني من الحراره مثل بقية البشر.
يكبر فيذهب للمدرسة،..ويتعلم ألف باء العلم، مثل بقية التلاميذ.





يدخل هذا المواطن الطفل للفصل ويرفع إصبعه..ويقول للمعلم :
«استاذ لم افهم الدرس» ..فيرد المعلم - الممثل الشرعي للتعليم في بلادنا - لم تفهم !!؟

يقولها وهو يرعد ويرتجف..كأحسن قومجي عربي في شتم اسرائيل ...
بل تكاد مقلتيه تسقطان في حضن التلميذ...المسكين.






يقول : لم تفهم لأنك «جـحـش»؟!





((إستحضروا مشهد سينمائي عن برق ورعد وأمطار واصوات الرياح وتكسّر الزجاج))





في هذه الحظة يكتشف التلميذ بأنه ليس مثل بقية البشر...انه مجرد جحش صغير
رمادي!! سيكبر وسيصبح حماراً تفتخر به والدته ويرفع رأس والده وقومه وقبيلته..
بعد أن كان يتصور ونحن..وطوال الفترة السابقة...بأنه إنسان مثل بقية البشر !
الجحش الصغير يكبر ويعترض..ويصر على إنسانيته..وإنه عاقل حر..فيبحث في
الفضائيات...ف لا يجد سوى قنوات السحر والشعوذة والأشعار والاغاني...وبأن
هناك إغنيّه عنه...أو عن والده ربما..( بحبّك ياحمار)...لا يستسلم فالحمير دائماً لا
تستسلم -عفواً البشر-...يستجدي بالمثقفين والكتّاب...ف يعلف -عفواً مرّه أخرى-
يقرأ الكتب ولا يجد أمامه سوى المسموح منها فقط...كتب توضّح عذاب القبر...
وأخرى عن أفظل الأكلات والاطباق..وكتب عن كيفيّة مواجهة ملوك الجان في أربعة
أيام من دون معلم...!





ولانه يُصر على إثبات إنسانيّته...يقوم بعمل مظاهره دون إذن من الوالي دام ظـلّه...
فيقوم امير الشرطه بإعطاء الاوامر للمرتزقه -عفواً للحرس والجُند- برميه في غياهب
السجون.
عندها فقط يعرف بانه كان فعلاً جحش ....لكن بعد أن مات الوالي الاوّل وذهب إلى
مصيره المحتووم!!..وجاء والـي آخر ليدوم ظل آخر..وإكتشف ان أزماتنا..ومشاكلنا..
وتخلفنا..لا علاقة له لا بأميركا..ولا الماسونية..ولا عبدة الشيطان..ولا الجنس الثالث..
ولا هيفا وهبي..بل بعقولنا..وإننا امة يحتاج «قطارها» التعيس إلى ثلاثة
آلاف سنة ضوئية واكثر للوصول إلى محطة العقل الأولى..ولن نصل طبعاً...لان
عقولنا مع الأسف ما زالت تعمل بالفحم الحجري...
ولأن اوّل معلّم قال لك في اوّل يوم في الفصل : يــا جـحـش!!

ليست هناك تعليقات: