الدكتوره جيهان النمرسى .. المستشار النفسى للمجموعة بقناه دريم 2 جزء من لقاء مصروف الطفل


16‏/06‏/2008

! عالم كلينيكس



! عالم كلينيكس


لا أعرف كيف كان يعيش الناس قبل الكلينيكس .




اكتشفت أننا نستهلك كميات هائلة من الكلينيكس في المنزل ، حتى أننا أصبحنا نشترية بـ"البالة" بسعر الجملة توفيراً للنفقات . هناك علبة كلينيكس في كل غرفة ، وفي السيارة ، ومناديل للجيب

فإذا خرج المرء من منزله وجب عليه أن يتسلح بالعلم والمال والمناديل .



عبقرية مناديل الكلينيكس هي أنها غير قابلة لإعادة الإستخدام تستخدمها مرة واحدة وتتخلص منها . يمكنك أن تمسك بها كل ما هو غير نظيف ثم ترميها . تحمل المناديل في جوفها كل ما هو قذر وتذهب به بغير رجعة غير مأسوف عليها .




مسكينة أيتها المناديل !




من أهم المشاكل التي كانت تقابل العروس حديثة الزواج قديما كيف التعامل مع مناديل زوجهها . كان الناس فيما مضى يستخدمون المناديل القماشية العملاقة التي تأتى من المحلة الكبرى . يمسحون بها العرق ويتمخطون فيها مرارا وتكرارا ثم يلقون بها في الغسيل لتتصرف فيها الزوجة المسكينة . لابد هنا من إخراج الصفيحة العملاقة والعصا الخشبية وغلى المناديل على البوتاجاز ، هذه هي الطريقة الوحيدة لتخلصها من البلاوى اللى فيها .




اليوم لم تعد هذه المشكلة موجودة فشكرا للعلم الحديث .




للكلينيكس استخدامات كثيرة لا تحصي فضلاً عن التمخط ولن نتطرق إلى استخدامات الكلينيكس في الحمام حتى نحافظ على الشكل المهذب للمقال . يمكنك إمساك أي شيء قذر دون أن تلوث يديك ، وأن تلمع زجاج النظارة لترى ترجمة الفلم الأجنبي جيداً ، وتمسح بها دموعك عندما تسمع عبارة " كل شيء قسمة ونصيب " وأن تفرشها على كرسي الحديقة حتى لا توسخ البنطلون ، وتستخدمها كوسيلة للتواصل الإجتماعي عندما تسلفها لمن حولك .




وعندما كنا صغاراً كنا نعقد مسابقة : نبلل مناديل الكلينيكس بماء الصنبور ثم نلقي بها على الحائط فتلتصق عليه والفائز هو من تلتصق مناديله بأعلى جزء على الحائط ! .. على فكره انا من زمان قوى




أخترعت مناديل الكلينيكس في الحرب العالمية الأولى كبديل للقطن لإستعمالة كفلاتر للغاز ، ولا يزال الكلينيكس فعالا في حجب الروائح الكريهة والغبار إذا غطيت به أنفك ويمكنك أن تجرب هذا الأمر بنفسك .




كان هناك نقص في القطن أثناء الحرب ، وكان الطلب عليه عالياً للأغاراض الطبية ، مما دعا إلي أختراع هذا البديل الرخيص والعملى . بعد الحرب تم طرح الكميات المتبقية من المناديل الورقية في السوق كمزيل للماكياج تحت أسم كلينيكس Kleenex ، وقد كانت هذه أول ماركة تجارية يباع تحتها هذا الأختراع ، وقد التصق به هذا الإسم حتى الآن رغم مئات الأسماء التجارية التي أطلقت عليه بعد ذلك . انتشرت المناديل الورقية في كل أنحاء العالم بعد هذا. ظهر أيضا بعد ذلك ورق التواليت للإستخدام في الحمامات ، وهو أقل قوة بكثير من المناديل الورقية العادية لأنه مصمم بحيث يتحلل في الماء .




يعبر الكلينيكس عن الثقافة الـ Disposable العصرية ، ثقافة استعمل مرة واحدة ثم أرم . ثقافة الكثير الرخيص الذي لا تحتفظ به ولا تصنع معه علاقة شخصية . وتتعاظم ثقافة الـ Disposable في حياتنا يوماً بعد الأخر ، حيث امتدت من مناديل الكلينيكس إلي القفازات وبعض أنواع الملابس والمناشف وأدوات المطبخ والمائدة والأدوات الطبية ، وتتجه بقوة الآن إلي عالم الأجهزة الكهربية ، حيث هناك مشاريع لإنتاج موبيلات تستخدم لمرة واحدة ثم يتم التخلص منها ، مثل تلك الموبيلات التي ظهرت في فلم Ultraviolet ، وكاميرات للأستخدام خلال الرحلة الواحدة . استغنينا عن الكوافيل لصالح البامبرز ، وعن حقيبة الخضار لصالح الأكياس البلاستيكية ، وعن أقلام الحبر الغالى لصالح اقلام الحبر الجاف التي نتخلص منها بعد أن تنفد ، وعن الولاعات الرونسون الأنيقة مقابل الولاعات البلاستيكية التي نشتريها من على الأرصفة كل شيء يجب أن يكون مصيره النهائي في القمامة .




وتنعكس ثقافة الكلينيكس أيضا على علاقاتنا الشخصية . لم تعد العلاقات قوية مخلصة كالماضي ، علاقات مصالح تبدأ بمنفعة وتنتهي إلي قمامة النسيان لم تعد هناك صداقة حقيقية خالية من المصلحة . لم يعد هناك المحب الذي يفنى في حب المحبوب ، وإنما أصبح هناك "بيبو فرقع جيجي " وتخلص منها مثل مناديل كلينيكس وأخذ يبحث عن منديل جديد وعلاقة جديدة تنتهي مثل سابقتها .







ولا زالت أهمية الكلينيكس في إزدياد في حياتنا ، وليس من المستبعد في المستقبل أن يضع العريس منديلا من الكلينيكس في جيب الجاكيت الأمامي وهو ذاهب إلي العرس !

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

انا معك صار في زمانا هذا تختار الاصدقاء كلينكس بس تخلص مصلحتو او المنفعة من هذا الصديق يتخلص منة
اصبحنا نبحث عن صديق مخلص واصبح المخلص في هذا الزمان عملة نادره او انهو .......؟

غير معرف يقول...

سيدى الفاضل:
لاتحزن على بشر باعوا واعتبروا أصدقاءهم كلينيكس فهؤلاء لابكاء عليهم ولا حزن بل نحمد الله أننا لم نكن معهم مناديل قماش نتحمل أكبر قدر من مخاطهم وقذراتهم ونغسل ونجفف ليعيدوا الكرة معنا مرة أخرى فأفضل لى أن أكون كلينكس أتحمل ألقاء شخص غير أمين معى مرة واحدة على أن أكون منديل قماش أتحمله عديد من المرات
وأخيرا مرحبا بالكلينكس الذى يكشف البخس من الثمين والغالى من الرخيص ولكل تجربه أو أختراع جوانبه السلبية والأيجابيه فلننظر جميعا للجزء المملوء من الكوب الفارغ
وشكرا للمتابعة
دكتور جيهان النمرسى
مستشار نفسى وأسرى

Unknown يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا على الموضوع القيم
لكن فعلا ليت الذين اساءوا الينا
مجرد كلينكس نرمى بهم فى سلة نفايات
وينتهوا من حياتنا الى الابد كأنهم كلينكس لا قيمة له ولا اهمية
هالة عبد الهادى