عندما تظهر تكنولوجيا حديثة ينبهر الجميع بقدرتها ومميزاتها وقد نغفل جوانبها السلبية وبعد فترة من التعامل معها نبدأ في اكتشاف العيوب ولكننا في ذلك الوقت نفسه قد لا نملك أدوات للمواجهة.
وبالرغم من ان شبكة الانترنت تعد من أهم التقنيات الحديثة فإن عيوب استخدامها تكاد تقترب من مميزاتها العديدة.في البداية تقول رانيا رفاعي ـ مترجمة ـ(23 سنة) إنها تستخدم الانترنت لثلاثة أغراض محددة الأول خاص بالعمل فتحصل علي الاعمال المطلوب ترجمتها عن طريق البريد الالكتروني وهي أيضا تستطيع أن تتحدث مع أصدقائها وأقاربها في مصر والخارج بأقل سعر وتستطيع ان ترسل إيميل واحد لعشرة أصدقاء في ثوان معدودة بينما تحتاج لعدة ساعات حتي تتواصل معهم عبر الهاتف!
أما الغرض الثاني من استخدام الانترنت فهو الإطلاع علي المواقع المختلفة حيث تتابع معظم الجرائد والمجلات العربية والعالمية علي الشبكة وبالطبع الإطلاع عليها عن طريق النت أرخص بكثير من شرائها وتري رانيا أن الغرض الثالث من استخدامها للانترنت هو الأهم فتقول إنه أصبح الأفضل بين مصادر المعلومات الأخري وتضرب لنا مثلا بطالب لابد أن ينجز بحثا خلال ثلاثة أيام ويحتاج لعدد من المراجع والكتب وأول عقبة ستقف أمامه إذا اتبع الطرق التقليدية هي الروتين فإذا رغب الطالب في الدخول الي مكتبة الجامعة فيضظر للخروج منها في تمام الثانية والنصف لانه موعد خروج الموظفين واذا اراد أن يطلع علي كتاب محدد فربما يفاجأ بأن أحد الزملاء استعاره, أما إذا أراد التوجه لمكتبة جامعة أخري فكم الشروط والإجراءات سيجعله يفكر أكثر من مرة قبل اتخاذ هذه الخطوة ولكن علي شبكة الانترنت سيجد الطالب مكتبات الجامعات العالمية متاحة له اون لين مثل مكتبة جامعة إكسفورد و هارفرد وهي مواقع عالمية موثوق بها.
ويري ابراهيم خالد ـ27 سنة ـ أن مساحة الحرية علي الانترنت أكبر فالمدونات التي يكتبها الشباب تعبر عن آرائهم بصدق وكلما زاد ذكاء كاتبها زاد إقبال الشباب علي قراءتها وانتشرت علي محركات البحث.
أما إيمان نبيل ـ25 سنة ـ فتقول إنها بدأت تتعامل مع النت بعد تخرجها مباشرة فهناك العديد من المواقع التي تتيح فرص عمل بعضها حقيقي والآخر وهمي, ولكنها استطاعت الحصول علي فرصة عمل من خلال الانترنت, وتري أن عددا كبيرا من الشباب يستطيع أن يضع السيرة الذاتية له علي المواقع المخصصة للبحث عن وظيفة وتصله العديد من الدعوات.
أما أحمد حسين ـ26 سنة ـ فيقول إن الانترنت دخل كل المنازل حتي مع إمكانيات الأسرة الضعيفة فالشباب وحتي الأطفال يذهبون لمقاهي الانترنت بأسعار بسيطة وبعد تقديم العديد من الجهات الحكومية لخدماتها علي الشبكة فإن فئات وأعمار مختلفة تدخل للحصول عليها وأبسطها معرفة فواتير الهاتف.
ويعتبر أحمد النت كما اصطلح الشباب علي تسميته وسيلة للتواصل لأوقات غير محددة وبكل الصور فالنت به الصوت والصورة والكتابة!
ومن ناحية أخري يحذر الدكتور أحمد مجدي حجازي أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية الاجتماع بجامعة6 أكتوبر من أضرار الانترنت وأهمها العزلة الاجتماعية وإدمانه, ويقول ان التغيرات التي حدثت علي مستوي العالم كله أدت الي الانفتاح المعلوماتي وثورة الاتصالات, والانترنت جاء كفكرة لتوسيع وزيادة المعلومات المتاحة للانسان وإعطائه فكرة عما يحدث في العالم وتبقي المشكلة الأساسية في التطبيق والذي يختلف من شعب إلي آخر وفقا لدرجة الثقافة والوعي حيث تحول النت في مصر لنوع من المباهاة و البرستيج الاجتماعي لذلك يدخل الكثيرون إلي مواقع لا تقدم معلومات, فنجد ان بعض الشباب يستخدم الانترنت فيما يفيد والبعض يستخدمه لإشباع ثقافة الحرمان التي كانت عنده في فترة ما فيدخل علي المواقع الإباحية وغيرها من المواقع السلبية.
وظهرت للنت استخدامات أخري مثل الجرائم التي تستخدم فيها هذه التكنولوجيا لتشويه السمعة والإساءة للغير.
أما عن دور الأسرة فيقول الدكتور أحمد إن أهم وسائل الحماية هي قرب الأب والأم من الأبناء وسعيهما بقدر الإمكان الي زرع الثقة والصدق داخل الأبناء وكذلك القيم الاخلاقية والأساسية حتي إذا صادف هؤلاء مشكلة يلجأوا للأسرة ويضيف أنه لا مانع من أن يشارك الأب أو الأم الأبناء في التعامل مع الانترنت فيتصفحون معهم المواقع الجيدة والمفيدة أو يبحثوا معهم عن معلومة عن طريق الشبكة.
ويوضح أن الرقابة علي استخدام الأبناء للانترنت لابد أن تتم بشكل متوازن حتي لا تلفت انتباه الابناء لها خاصة أن المراهقين عادة ما تجذبهم الأشياء الممنوعة ويحاولون الاقتراب مما هو ممنوع ويري أنه من الأفضل أن يتم رفع الوعي الفكري والثقافة والصراحة لدي الابناء حتي إذا وقع أحدهم في الخطأ سيكون لديه شجاعة الاعتراف به.
وعن استخدام الشباب للانترنت في التعبير عن آرائهم خاصة السياسية يشير الي ضرورة وجود جهات تستطيع أن تستوعب الشباب مثل المجلس القومي للشباب والبرلمان الصغير حيث يتم إدماج هؤلاء الشباب في أنشطة سياسية للتعبير عن آرائهم ورفع درجة الوعي السياسي لديهم وذلك لأن الحرية ليست مطلقة ولكنها مشروطة بثقافة المجتمع ومصالحه وحقوق الإنسان والمواطنة.
وفي النهاية يري أن الاستخدام المتوازن للتكنولوجيا الحديثة يقلل من أضرارها النفسية والاجتماعية والبيولوجية فالانترنت لا يؤثر فقط علي الشباب من خلال عزلهم اجتماعيا عن الأسرة وحتي عن الأصدقاء الذين أصبح اللقاء معهم من خلال غرف الدردشة و الفيس بوك ولكنه أثر أيضا في الحالة الصحية لهؤلاء الشباب وظهر مصطلح إدمان الانترنت حيث يجلس الشباب ساعات طويلة أمام أجهزة الكمبيوتر ولا يستطيع الاستغناء عن دخوله للعالم الافتراضي.
أما الدكتورة سهير لطفي أستاذ علم الاجتماع ورئيس المركز المصري لمكافحة الإدمان فتوضح أن كل تطور تكنولوجي يكون له جانب إيجابي وآخر سلبي ولكننا دائما ننظر في بداية استخدام التكنولوجيا إلي جانبها الإيجابي فقط ولكن بعد الاستخدام نكتشف جوانبها السلبية, لكن للأسف نحن لا نملك في هذا الوقت حلولا أو سيناريو للوقاية من هذه السلبيات ويكون سلاحنا الوحيد هو القانون وذلك إما بفرض عقوبة أو تغليظ عقوبة أو إلغاء أخري ولكن كل التشريعات الجديدة لا تكفي لعلاج السلبيات
خاصة أنها متجددة وتتحدث بتحدث التكنولوجيا.
وتري أننا نتعامل مع الانترنت بعشوائية فنجد أن الأم سعيدة بقضاء ابنها ساعات عديدة أمام أجهزة الكمبيوتر وسعيدة بقدرته علي التعامل مع الانترنت في سن مبكرة ولكن كل ذلك له سلبيات وإيجابيات ولذلك علي الأهل أن يتعلموا قبل الأبناء كيفية توظيف التقنيات الحديثة بشكل أمثل وإيجابي.
وعن الدراسات والأبحاث التي أجريت عن تأثير الانترنت علي المجتمع المصري تشير الدكتورة سهير إلي أن هذه الدراسات في بدايتها, وغالبا ما تجري علي العموميات من الظواهر ومازالت الدراسات غير متعمقه في هذا المجال.
لذلك لابد من وجود تقنية بحثية جديدة لدراسة ظاهرة فكرية حديثة ومتجددة وسريعة.
أما عن الإدمان علي الانترنت فتقول الدكتورة سهير انه قد يتم من خلال تأثير الشباب علي بعضهم البعض بالاضافة لوجود نشاط إقتصادي أسود للاتجار في المخدرات من خلال الانترنت.
ولذا أنضح الآباء بتدريب الأبناء علي الاقناع والمناقشة وأن يعلموا أبناءهم كيفية اتخاذ القرار بمفردهم في سن مبكر حتي لا يفاجأ المراهق بضرورة ا تخاذه قرارات منفردة حتي ولو كانت بسيطة فيلجأ للاصدقاء دون الأسرة, أما في حالة اكتشاف الأسرة أن الابناء يمارسون نشاطا سلبيا علي الانترنت فلابد من اللجوء إلي طرق إيجابية في تصحيح مسار الأبناء دون اللجوء للتأنيب والتعنيف وإذا لم تستطع الأسرة بمفردها القيام بهذا الدور عليها استشارة خبير في التربية ليساعدها في ذلك.
ومع ظهور هذا العالم الافتراضي البديل ظهرت أنواع جديدة من الجرائم والتي يتنوع مرتكبوها بين أشخاص طبيعية وأشخاص اعتبارية وغالبا ما تكون هذه الجرائم مرتبطة بالإضرار بالبيانات أو الاعتداء علي الأشخاص من خلال التشهير والاضرار بالمصالح الخاصة والعامة أو الاعتداء علي الأموال أو جرائم تطوير ونشر الفيروسات.
بالإضافة للجرائم الخاصة بوضع البرامج والأفلام والأغاني واتاحتها مجانا أو إعادة طبع الأسطوانات المدمجة بدون تصريح أو مراعاة لحقوق الملكية الفكرية.
ولعل أشهر مواقع الانترنت حاليا هو الفيس بوك والذي يقال أن عدد مستخدميه يتعدي مليون مستخدم, هذا الموقع الذي تبني الدعوة إلي اضراب6 ابريل الفاشل أما قصة الموقع فتبدأ من جامعة هارفارد الأمريكية حيث بدأ الطالب مارك جوكر بيرج بتصميم موقع جديد علي شبكة الأنترنت وكان الهدف منه هو جمع زملائه في الجامعة لتبادل أخبارهم وصورهم وآرائهم وبالفعل أطلق جوكربيرج فيس بوك في عام2004 واكتسب الموقع قاعدة شعبية كبيرة بين طلاب الجامعة مما شجعه علي توسيع قاعدة من يحق لهم الدخول لتشمل طلبة جامعات أخري أو طلبة المدارس الثانوية الذين يسعون للتعرف علي الحياة الجامعية وبعدها بدأ الموقع في الانتشار والتوسع بما أغري شركة ميكروسوفت العالمية لتعرض علي مصممه الشاب شراء نحو5% من أسهم فيس بوك بمبلغ يتراوح بين300 إلي500 مليون دولار.
وربما كانت قدرة الموقع علي جمع قدر كبير من الشباب بينهم قدر من الخصوصية في التعامل مع الصور والأراء هو ما دفعهم لتفضيله علي الكثير من المواقع خاصة وأنهم يعتبرونه علي حد تعبير بعضهم مجتمعا افتراضيا.
ولكن هل تصميم موقع علي الانترنت يمكن بهذه السهولة؟
يجيب علي هذا السؤال ابراهيم عاطف مشرف خدمة عملاء المواقع بإحدي شركات البرمجيات قائلا ان تصميم مواقع الانترنت يتم باستخدام برامج معينة ويتم تقسيم مراحل انتاج الموقع الي مرحلتين الاولي هي مرحلة التصميم أو الشكل وثانيا مرحلة البرمجة ويعمل علي كل مرحلة شخص متخصص ففي المرحلة الاولي يعمل مصمم المواقع أما المرحلة الثانية فهو المبرمج أو مطور المواقع ويبدأ عمل المبرمج عندما ينتهي المصمم من تحديد شكل الموقع فيبدأ المبرمج بدمج التصميم بالبيانات والمعلومات التي تم ادخالها من ناحيته وهكذا يصبح لدينا موقع علي الانترنت.
أما دور صاحب الموقع المطلوب فيتلخص في زيارته لإحدي شركات البرمجيات ليحدد احتياجاته من الموقع والشكل المطلوب تنفيذه من ناحية الشكل والألوان ووضع الصور في الصفحات ونوع الخط المستخدم وبعد انتهاء الشركة من وضع الشكل المبدئي يراه العميل ليبدي رأيه فيها وبعد الانتهاء من مرحلة البرمجة للموقع يصبح جاهزا للنشر علي الشبكة العالمية للمعلومات من خلال استضافته علي بحيث يمكن لأي شخص في العالم يمتلك حاسبا آليا ولديه خدمة إنترنت متاحة الدخول إلي هذا الموقع وتصفحه.
ويوضح أن هناك فرقا في تصميم وتكلفة إنشاء موقع شخصي عن تلك المواقع التجارية, فعادة تكون المواقع الشخصية أقل في التكلفة وذلك لاختلاف حجم المحتوي وشكل الصفحات وكذلك التمويل.
بالاضافة لعدد اللغات الموجودة أو وجود خدمة الشراء الالكتروني للسلع عبر الموقع.
ويشير إلي وجود العديد من الشركات المتخصصة في تصميم المواقع داخل مصر والتي تحصل علي مساحة استضافة الموقع علي السيرفرات يستطيع أي شخص في العالم أن يتصفح الموقع.
ويلاحظ المتصفح لشبكة الانترنت وجود عدد من المواقع المخصصة لخدمات البرمجيات والتي يستطيع من خلالها تصميم موقع خاص له أما التكلفة فتصل الي174 دولارا وتزداد التكلفة كلما زادت الصفحات أو المميزات المطلوبة بالموقع!
ومن ناحية أخري تقول الدكتورة إيمان محمود القماح أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس ورئيس قسم علم النفس بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا:
ترشيد استخدام الانترنت هو الحل الأمثل لحماية ابنائنا من أضرار هذه الظاهرة الحديثة التي لا نستطيع ان نتجنبها بأي حال من الأحوال ولكن المطلوب هو تعزيز جوانبها الايجابية والاستفادة منها في تطوير انفسنا وتطوير المجتمع.
وتري أن الاعتدال في استخدام الانترنت وتحديد أوقات معينة وساعات محددة للدخول علي الانترنت يساعد الأسرة في الحفاظ علي الأبناء وعدم إهدارهم للوقت أمام شاشات الحاسب الألي وتري أن حماية الابناء من مخاطر الانترنت تبدأ من التربية السليمة وتعليم الأبناء كيفية السيطرة علي أنفسهم وضبطها وكيفية الإدارة السليمة للوقت ويمكن للأسرة أن تمنح للأبناء دورات دراسية في كيفية الاستخدام الجيد للانترنت في البحث عن المعلومات أو اجراء الابحاث.
وتوضح أنه من الضروري إجراء حوار طويل مع الابناء حتي لا يصبح النت هو كل حياتهم ففي بعض الحالات يسبب الانترنت عزلة اجتماعية لمستخدمه وذلك يؤثر بشدة علي تطور شخصية هذا الانسان التي تحتاج للاحتكاك مع الآخرين وتكوين علاقات وتفاعلات اجتماعية معهم بالاضافة الي وجود اضرار صحية عديدة ومخاطر علي العمود الفقري والرقبة والعين اذا استمر جلوس الطفل أو الشاب كثيرا أمام شاشة الكمبيوتر.
وتلفت الدكتورة إيمان نظرنا إلي أن نسبة الطلاق ارتفعت بسبب انشغال الزوج أوالزوجة بالانترنت أو وجود انحراف اخلاقي لدي أحدهما يجعله يهجر الآخر ويلجأ الي المواقع الاباحية مما يتسبب في تفكك الأسرة وانهيارها, في مثل هذه الحالات لابد أن يعي الطرف الثاني الخطر ويحاول تجنبه بأي وسيلة.
وبالرغم من ان شبكة الانترنت تعد من أهم التقنيات الحديثة فإن عيوب استخدامها تكاد تقترب من مميزاتها العديدة.في البداية تقول رانيا رفاعي ـ مترجمة ـ(23 سنة) إنها تستخدم الانترنت لثلاثة أغراض محددة الأول خاص بالعمل فتحصل علي الاعمال المطلوب ترجمتها عن طريق البريد الالكتروني وهي أيضا تستطيع أن تتحدث مع أصدقائها وأقاربها في مصر والخارج بأقل سعر وتستطيع ان ترسل إيميل واحد لعشرة أصدقاء في ثوان معدودة بينما تحتاج لعدة ساعات حتي تتواصل معهم عبر الهاتف!
أما الغرض الثاني من استخدام الانترنت فهو الإطلاع علي المواقع المختلفة حيث تتابع معظم الجرائد والمجلات العربية والعالمية علي الشبكة وبالطبع الإطلاع عليها عن طريق النت أرخص بكثير من شرائها وتري رانيا أن الغرض الثالث من استخدامها للانترنت هو الأهم فتقول إنه أصبح الأفضل بين مصادر المعلومات الأخري وتضرب لنا مثلا بطالب لابد أن ينجز بحثا خلال ثلاثة أيام ويحتاج لعدد من المراجع والكتب وأول عقبة ستقف أمامه إذا اتبع الطرق التقليدية هي الروتين فإذا رغب الطالب في الدخول الي مكتبة الجامعة فيضظر للخروج منها في تمام الثانية والنصف لانه موعد خروج الموظفين واذا اراد أن يطلع علي كتاب محدد فربما يفاجأ بأن أحد الزملاء استعاره, أما إذا أراد التوجه لمكتبة جامعة أخري فكم الشروط والإجراءات سيجعله يفكر أكثر من مرة قبل اتخاذ هذه الخطوة ولكن علي شبكة الانترنت سيجد الطالب مكتبات الجامعات العالمية متاحة له اون لين مثل مكتبة جامعة إكسفورد و هارفرد وهي مواقع عالمية موثوق بها.
ويري ابراهيم خالد ـ27 سنة ـ أن مساحة الحرية علي الانترنت أكبر فالمدونات التي يكتبها الشباب تعبر عن آرائهم بصدق وكلما زاد ذكاء كاتبها زاد إقبال الشباب علي قراءتها وانتشرت علي محركات البحث.
أما إيمان نبيل ـ25 سنة ـ فتقول إنها بدأت تتعامل مع النت بعد تخرجها مباشرة فهناك العديد من المواقع التي تتيح فرص عمل بعضها حقيقي والآخر وهمي, ولكنها استطاعت الحصول علي فرصة عمل من خلال الانترنت, وتري أن عددا كبيرا من الشباب يستطيع أن يضع السيرة الذاتية له علي المواقع المخصصة للبحث عن وظيفة وتصله العديد من الدعوات.
أما أحمد حسين ـ26 سنة ـ فيقول إن الانترنت دخل كل المنازل حتي مع إمكانيات الأسرة الضعيفة فالشباب وحتي الأطفال يذهبون لمقاهي الانترنت بأسعار بسيطة وبعد تقديم العديد من الجهات الحكومية لخدماتها علي الشبكة فإن فئات وأعمار مختلفة تدخل للحصول عليها وأبسطها معرفة فواتير الهاتف.
ويعتبر أحمد النت كما اصطلح الشباب علي تسميته وسيلة للتواصل لأوقات غير محددة وبكل الصور فالنت به الصوت والصورة والكتابة!
ومن ناحية أخري يحذر الدكتور أحمد مجدي حجازي أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية الاجتماع بجامعة6 أكتوبر من أضرار الانترنت وأهمها العزلة الاجتماعية وإدمانه, ويقول ان التغيرات التي حدثت علي مستوي العالم كله أدت الي الانفتاح المعلوماتي وثورة الاتصالات, والانترنت جاء كفكرة لتوسيع وزيادة المعلومات المتاحة للانسان وإعطائه فكرة عما يحدث في العالم وتبقي المشكلة الأساسية في التطبيق والذي يختلف من شعب إلي آخر وفقا لدرجة الثقافة والوعي حيث تحول النت في مصر لنوع من المباهاة و البرستيج الاجتماعي لذلك يدخل الكثيرون إلي مواقع لا تقدم معلومات, فنجد ان بعض الشباب يستخدم الانترنت فيما يفيد والبعض يستخدمه لإشباع ثقافة الحرمان التي كانت عنده في فترة ما فيدخل علي المواقع الإباحية وغيرها من المواقع السلبية.
وظهرت للنت استخدامات أخري مثل الجرائم التي تستخدم فيها هذه التكنولوجيا لتشويه السمعة والإساءة للغير.
أما عن دور الأسرة فيقول الدكتور أحمد إن أهم وسائل الحماية هي قرب الأب والأم من الأبناء وسعيهما بقدر الإمكان الي زرع الثقة والصدق داخل الأبناء وكذلك القيم الاخلاقية والأساسية حتي إذا صادف هؤلاء مشكلة يلجأوا للأسرة ويضيف أنه لا مانع من أن يشارك الأب أو الأم الأبناء في التعامل مع الانترنت فيتصفحون معهم المواقع الجيدة والمفيدة أو يبحثوا معهم عن معلومة عن طريق الشبكة.
ويوضح أن الرقابة علي استخدام الأبناء للانترنت لابد أن تتم بشكل متوازن حتي لا تلفت انتباه الابناء لها خاصة أن المراهقين عادة ما تجذبهم الأشياء الممنوعة ويحاولون الاقتراب مما هو ممنوع ويري أنه من الأفضل أن يتم رفع الوعي الفكري والثقافة والصراحة لدي الابناء حتي إذا وقع أحدهم في الخطأ سيكون لديه شجاعة الاعتراف به.
وعن استخدام الشباب للانترنت في التعبير عن آرائهم خاصة السياسية يشير الي ضرورة وجود جهات تستطيع أن تستوعب الشباب مثل المجلس القومي للشباب والبرلمان الصغير حيث يتم إدماج هؤلاء الشباب في أنشطة سياسية للتعبير عن آرائهم ورفع درجة الوعي السياسي لديهم وذلك لأن الحرية ليست مطلقة ولكنها مشروطة بثقافة المجتمع ومصالحه وحقوق الإنسان والمواطنة.
وفي النهاية يري أن الاستخدام المتوازن للتكنولوجيا الحديثة يقلل من أضرارها النفسية والاجتماعية والبيولوجية فالانترنت لا يؤثر فقط علي الشباب من خلال عزلهم اجتماعيا عن الأسرة وحتي عن الأصدقاء الذين أصبح اللقاء معهم من خلال غرف الدردشة و الفيس بوك ولكنه أثر أيضا في الحالة الصحية لهؤلاء الشباب وظهر مصطلح إدمان الانترنت حيث يجلس الشباب ساعات طويلة أمام أجهزة الكمبيوتر ولا يستطيع الاستغناء عن دخوله للعالم الافتراضي.
أما الدكتورة سهير لطفي أستاذ علم الاجتماع ورئيس المركز المصري لمكافحة الإدمان فتوضح أن كل تطور تكنولوجي يكون له جانب إيجابي وآخر سلبي ولكننا دائما ننظر في بداية استخدام التكنولوجيا إلي جانبها الإيجابي فقط ولكن بعد الاستخدام نكتشف جوانبها السلبية, لكن للأسف نحن لا نملك في هذا الوقت حلولا أو سيناريو للوقاية من هذه السلبيات ويكون سلاحنا الوحيد هو القانون وذلك إما بفرض عقوبة أو تغليظ عقوبة أو إلغاء أخري ولكن كل التشريعات الجديدة لا تكفي لعلاج السلبيات
خاصة أنها متجددة وتتحدث بتحدث التكنولوجيا.
وتري أننا نتعامل مع الانترنت بعشوائية فنجد أن الأم سعيدة بقضاء ابنها ساعات عديدة أمام أجهزة الكمبيوتر وسعيدة بقدرته علي التعامل مع الانترنت في سن مبكرة ولكن كل ذلك له سلبيات وإيجابيات ولذلك علي الأهل أن يتعلموا قبل الأبناء كيفية توظيف التقنيات الحديثة بشكل أمثل وإيجابي.
وعن الدراسات والأبحاث التي أجريت عن تأثير الانترنت علي المجتمع المصري تشير الدكتورة سهير إلي أن هذه الدراسات في بدايتها, وغالبا ما تجري علي العموميات من الظواهر ومازالت الدراسات غير متعمقه في هذا المجال.
لذلك لابد من وجود تقنية بحثية جديدة لدراسة ظاهرة فكرية حديثة ومتجددة وسريعة.
أما عن الإدمان علي الانترنت فتقول الدكتورة سهير انه قد يتم من خلال تأثير الشباب علي بعضهم البعض بالاضافة لوجود نشاط إقتصادي أسود للاتجار في المخدرات من خلال الانترنت.
ولذا أنضح الآباء بتدريب الأبناء علي الاقناع والمناقشة وأن يعلموا أبناءهم كيفية اتخاذ القرار بمفردهم في سن مبكر حتي لا يفاجأ المراهق بضرورة ا تخاذه قرارات منفردة حتي ولو كانت بسيطة فيلجأ للاصدقاء دون الأسرة, أما في حالة اكتشاف الأسرة أن الابناء يمارسون نشاطا سلبيا علي الانترنت فلابد من اللجوء إلي طرق إيجابية في تصحيح مسار الأبناء دون اللجوء للتأنيب والتعنيف وإذا لم تستطع الأسرة بمفردها القيام بهذا الدور عليها استشارة خبير في التربية ليساعدها في ذلك.
ومع ظهور هذا العالم الافتراضي البديل ظهرت أنواع جديدة من الجرائم والتي يتنوع مرتكبوها بين أشخاص طبيعية وأشخاص اعتبارية وغالبا ما تكون هذه الجرائم مرتبطة بالإضرار بالبيانات أو الاعتداء علي الأشخاص من خلال التشهير والاضرار بالمصالح الخاصة والعامة أو الاعتداء علي الأموال أو جرائم تطوير ونشر الفيروسات.
بالإضافة للجرائم الخاصة بوضع البرامج والأفلام والأغاني واتاحتها مجانا أو إعادة طبع الأسطوانات المدمجة بدون تصريح أو مراعاة لحقوق الملكية الفكرية.
ولعل أشهر مواقع الانترنت حاليا هو الفيس بوك والذي يقال أن عدد مستخدميه يتعدي مليون مستخدم, هذا الموقع الذي تبني الدعوة إلي اضراب6 ابريل الفاشل أما قصة الموقع فتبدأ من جامعة هارفارد الأمريكية حيث بدأ الطالب مارك جوكر بيرج بتصميم موقع جديد علي شبكة الأنترنت وكان الهدف منه هو جمع زملائه في الجامعة لتبادل أخبارهم وصورهم وآرائهم وبالفعل أطلق جوكربيرج فيس بوك في عام2004 واكتسب الموقع قاعدة شعبية كبيرة بين طلاب الجامعة مما شجعه علي توسيع قاعدة من يحق لهم الدخول لتشمل طلبة جامعات أخري أو طلبة المدارس الثانوية الذين يسعون للتعرف علي الحياة الجامعية وبعدها بدأ الموقع في الانتشار والتوسع بما أغري شركة ميكروسوفت العالمية لتعرض علي مصممه الشاب شراء نحو5% من أسهم فيس بوك بمبلغ يتراوح بين300 إلي500 مليون دولار.
وربما كانت قدرة الموقع علي جمع قدر كبير من الشباب بينهم قدر من الخصوصية في التعامل مع الصور والأراء هو ما دفعهم لتفضيله علي الكثير من المواقع خاصة وأنهم يعتبرونه علي حد تعبير بعضهم مجتمعا افتراضيا.
ولكن هل تصميم موقع علي الانترنت يمكن بهذه السهولة؟
يجيب علي هذا السؤال ابراهيم عاطف مشرف خدمة عملاء المواقع بإحدي شركات البرمجيات قائلا ان تصميم مواقع الانترنت يتم باستخدام برامج معينة ويتم تقسيم مراحل انتاج الموقع الي مرحلتين الاولي هي مرحلة التصميم أو الشكل وثانيا مرحلة البرمجة ويعمل علي كل مرحلة شخص متخصص ففي المرحلة الاولي يعمل مصمم المواقع أما المرحلة الثانية فهو المبرمج أو مطور المواقع ويبدأ عمل المبرمج عندما ينتهي المصمم من تحديد شكل الموقع فيبدأ المبرمج بدمج التصميم بالبيانات والمعلومات التي تم ادخالها من ناحيته وهكذا يصبح لدينا موقع علي الانترنت.
أما دور صاحب الموقع المطلوب فيتلخص في زيارته لإحدي شركات البرمجيات ليحدد احتياجاته من الموقع والشكل المطلوب تنفيذه من ناحية الشكل والألوان ووضع الصور في الصفحات ونوع الخط المستخدم وبعد انتهاء الشركة من وضع الشكل المبدئي يراه العميل ليبدي رأيه فيها وبعد الانتهاء من مرحلة البرمجة للموقع يصبح جاهزا للنشر علي الشبكة العالمية للمعلومات من خلال استضافته علي بحيث يمكن لأي شخص في العالم يمتلك حاسبا آليا ولديه خدمة إنترنت متاحة الدخول إلي هذا الموقع وتصفحه.
ويوضح أن هناك فرقا في تصميم وتكلفة إنشاء موقع شخصي عن تلك المواقع التجارية, فعادة تكون المواقع الشخصية أقل في التكلفة وذلك لاختلاف حجم المحتوي وشكل الصفحات وكذلك التمويل.
بالاضافة لعدد اللغات الموجودة أو وجود خدمة الشراء الالكتروني للسلع عبر الموقع.
ويشير إلي وجود العديد من الشركات المتخصصة في تصميم المواقع داخل مصر والتي تحصل علي مساحة استضافة الموقع علي السيرفرات يستطيع أي شخص في العالم أن يتصفح الموقع.
ويلاحظ المتصفح لشبكة الانترنت وجود عدد من المواقع المخصصة لخدمات البرمجيات والتي يستطيع من خلالها تصميم موقع خاص له أما التكلفة فتصل الي174 دولارا وتزداد التكلفة كلما زادت الصفحات أو المميزات المطلوبة بالموقع!
ومن ناحية أخري تقول الدكتورة إيمان محمود القماح أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس ورئيس قسم علم النفس بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا:
ترشيد استخدام الانترنت هو الحل الأمثل لحماية ابنائنا من أضرار هذه الظاهرة الحديثة التي لا نستطيع ان نتجنبها بأي حال من الأحوال ولكن المطلوب هو تعزيز جوانبها الايجابية والاستفادة منها في تطوير انفسنا وتطوير المجتمع.
وتري أن الاعتدال في استخدام الانترنت وتحديد أوقات معينة وساعات محددة للدخول علي الانترنت يساعد الأسرة في الحفاظ علي الأبناء وعدم إهدارهم للوقت أمام شاشات الحاسب الألي وتري أن حماية الابناء من مخاطر الانترنت تبدأ من التربية السليمة وتعليم الأبناء كيفية السيطرة علي أنفسهم وضبطها وكيفية الإدارة السليمة للوقت ويمكن للأسرة أن تمنح للأبناء دورات دراسية في كيفية الاستخدام الجيد للانترنت في البحث عن المعلومات أو اجراء الابحاث.
وتوضح أنه من الضروري إجراء حوار طويل مع الابناء حتي لا يصبح النت هو كل حياتهم ففي بعض الحالات يسبب الانترنت عزلة اجتماعية لمستخدمه وذلك يؤثر بشدة علي تطور شخصية هذا الانسان التي تحتاج للاحتكاك مع الآخرين وتكوين علاقات وتفاعلات اجتماعية معهم بالاضافة الي وجود اضرار صحية عديدة ومخاطر علي العمود الفقري والرقبة والعين اذا استمر جلوس الطفل أو الشاب كثيرا أمام شاشة الكمبيوتر.
وتلفت الدكتورة إيمان نظرنا إلي أن نسبة الطلاق ارتفعت بسبب انشغال الزوج أوالزوجة بالانترنت أو وجود انحراف اخلاقي لدي أحدهما يجعله يهجر الآخر ويلجأ الي المواقع الاباحية مما يتسبب في تفكك الأسرة وانهيارها, في مثل هذه الحالات لابد أن يعي الطرف الثاني الخطر ويحاول تجنبه بأي وسيلة.
هناك تعليق واحد:
في بعض الأحيان تتوهم انك وصلت إلى طريق مسدود ... لا تعد أدراجك! دق الباب بيدك ... لعل البواب الذي خلف الباب أصم لا يسمع . دق الباب مره أخرى! لعل حامل المفتاح ذهب إلى السوق ولم يعد بعد ...
دق الباب مره ثالثه ومره عاشره! ثم حاول أن تدفعه برفق , ثم اضرب عليه بشدة ... كل باب مغلق لابد أن ينفتح . اصبر ولا تيأس. اعلم أن كل واحد منا قابل مئات الأبواب المغلقة ولم ييأس , ولو كنا يأسنا لظللنا واقفين أمام الأبواب! عندما تشعر انك أوشكت على الضياع ابحث عن نفسك! سوف تكتشف انك موجود. وأنه من المستحيل أن تضيع وفي قلبك إيــمان بالله , وفي رأسك عقل يحاول أن يجعل من الفشل نجاحا ومن الهزيمة نصرا ... لا تتهم الدنيا بأنها ظلمتك . أنت تظلم الدنيا بهذا الاتهام ...
أنت الذي ظلمت نفسك. فالدنيا ليست محسنا كبيرا يوزع العطايا على البؤساء . إنها آلة ضخمة يجب أن نضع فيها جهدا لتدور تروسها وتعطينا . ومن الممكن أن نعطي في أول الأمر ولا نأخذ .. فيجب أن نكرر العطاء والجهد والعمل حتى تتحرك الدنيا وتمنحنا بعض ما نريد . وهي آلة شحيحة بخيلة , تتحرك في أول الأمر ببطء شديد فتعطي قطرات من الخير , وعند! ما نستمر في شحنها بعرقنا , تدور بسرعة اكبر وتتحول القطرات إلى سيل من العطاء ... ولا تظن أن اقرب أصدقائك هم الذين يغمدون الخناجر في ظهرك .. ربما يكونون أبرياء من اتهامك . ربما تكون أنت الذي أدخلت الخناجر في جسمك بإهمالك أو باستهتارك أو بنفاذ صبرك أو بكسلك أو بطيشك ورعونتك أو بتخاذلك وعدم احتمالك! لا تظلم الخنجر , وإنما عليك أن تعرف أولا من الذي أدار ظهرك للخنجر .
لا تتصور وأنت في ربيع حياتك انك في الخريف . املأ روحك بالأمل . الأمل في الغد يزيل التجاعيد من القلوب , يلهيك من الصعوبات والمتاعب والعراقيل . الميل الواحد في نظر اليائس هو ألف ميل , وفي عين المتفائل هو بضعة أمتار ! اليائس يقطع نفس المسافة في وقت طويل لأنه ينظر إلى الخلف , والمتفائل يقطع هذه المسافة في وقت قصير لأنه ينظر إلى الغد !
فالذين يمشون ورؤوسهم إلى الخلف لا يصلون أبدا !
فإذا كشرت لك الدنيا فلا تكشر لها . جرب أن تبتسم... اقْبَل تستفيد و انشُر تُفيد.
طبعاً منقول للفائدة
وأخيراً
إذا أعجبك الموضوع فلا تقل شكـراً... بل قل اللهم اغفر له ولوالديه ما تقدم من ذنبهم وما تأخر وقِهم عذاب القبر وعذاب النار، و أدخلهم الفردوس الأعلى.
كما أرجو منكم ألا تنسونا من صالح دعائكم.
إرسال تعليق