كركب ويكركب وتكركب وكركبة. كركب: أى جمع الأشياء فوق بعضها فهى كراكيب. ويقال عجوز كركوبة أى كبيرة وطاعنة فى السن فتحسب مع الكراكيب. أما كركبة البطن فهى من علامات الإسهال.
. اصعد إلى سطح بيتك وقل لى ماذا ترى. طيب، تطلّع من السطح إلى الأسطح المجاورة وتأمل الفوضى العارمة التى لا تختلف كثيرا عما هو عليه سطح بيتك: طوب وركش وكراتين وعلب فارغة وملآنة، وأحيانا عشش للدجاج والبط والأوز والأرانب. لذلك من المخجل أن ترى صورة لأية مدينة مصرية من الجو.
لدينا – نحن المصريون- ولع خاص بالكراكيب. نحتفظ بها فى السندرة والبلكونات وفى الأركان وأسفل الأسرة وفوق الدواليب. رغم أن كلها أشياء عديمة الفائدة لا نستعملها وفى الغالب لن نستعملها أبدا، لكننا نخاف أن نرميها، ننظر إليها كشيء مسلم به، جزء أصيل من المنزل لا يجوز المساس به، وكل شخص فى البيت له كراكيبه الخاصة التى يساهم بها فى إثراء الشكل الكراكيبى العام، والتى إذا فقدت بأى شكل من الأشكال فإنه يهدد بحدوث مذبحة. (كان المصرى القديم يموت وتدفن معه كراكيبه الخاصة، حتى فى القبر لا يستريح إلا والكراكيب حوله!).
هل فكرت يوما فى التخلص من كراكيبك وأوراقك القديمة المصفرة، مددت يدك ثم شعرت بتلك الإختلاجة فى القلب وارتعاشة الأصابع ثم تراجعت ولم تقدر، وقررت أن تؤجل هذا الموضوع للصيف القادم؟ وفى الصيف القادم تدرك أن التخلص من الأشياء القديمة يحتاج إلى إرادة فولاذية وقلب جامد لا يتوفران لديك.
لا تفسير لهذا الأمر سوى أننا نعشق القديم بكل أنواعه. يموت المرء منا فى نفس البيت الذى ولد فيه، ويشعر براحة إذا نام على السرير الذى كان ينام عليه جده. ولا دليل على ذلك أفضل من أننا – فى كل مرة – نشاهد (إسماعيل ياسين فى الأسطول) رغم أنه يعرض كل إسبوع
17/08/2008
كراكيب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق